| مقالات متنوعة | · | أفكار وفلسفة |

صراعُ الكلمة والصورة

يجرد الكُتّاب الأفكار والمشاعر اللامحسوسة، أو ما نراه أمامنا من مناظر، محوّلين إياها إلى كلماتٍ ورموز هي الحُروف؛ ولهذا كانت الكِتابة فعًلا شاقًّا.

ورغم هذا فالعقل البشريّ يستمر في تجريده للأشياء إلى أبعد مدى: فيجرد الرأس البشري الدقيق إلى دوائر وخطوط بسيطة كما فعل بيكاسو، ويسطرُ -متعذبًا- مئات الكلمات ليصف منظرًا واحدًا، عوضًا عن أن يلتقط صورة تشرح الأمر برمّته دون الحاجة لصفصفة الحروف.

يقول كارل يونغ في كتاب تحليله النفسي: “أخذ فكرة من الطبيعة وجعلها فكرة مجردة هي آخر تقنياتِ الإبداع البشريّ”.

ربما لهذا نحن الكتّاب نكتب. ويغلبُ ألّا نرضى على ما نكتب. فنحن في محاولة دؤوبة لخلق كلماتٍ أعمق من الصورة، أجمل منها، تفوق أحاسيسها، أو على الأقل: تتمكّن من إيصالها كما هي.

يقولُ الكاتب: بدل أن أصوّر لك منظر الطبيعة، دعني أصف لك بهائها باستخدام مفرداتٍ محددة من ملايين كلمات القواميس.

أما المصوّر فيقول: لا شيء يعلو على الصورة.

أضف تعليق